في السنوات الأخيرة، شهدت شهادة “فني الطبخ الكوري” اهتمامًا متزايدًا داخل وخارج كوريا الجنوبية. ولكن بعد اجتياز الامتحان والحصول على الشهادة، ما الذي ينتظر هؤلاء الطهاة في سوق العمل؟ كيف يستخدمون مهاراتهم في الواقع العملي؟ سنستعرض في هذا المقال قصصًا حقيقية لأشخاص حصلوا على الشهادة وحققوا نجاحًا في مجالات متنوعة.
العمل في المطاعم الكورية التقليدية
يعتبر العمل في المطاعم الكورية التقليدية أحد الخيارات الشائعة لحاملي شهادة فني الطبخ الكوري. فهذه المطاعم تتطلب مهارات دقيقة في تحضير الأطباق الأصيلة مثل “بيبيمباب”، “بولجوجي”، و”كيمتشي”. يعمل الطهاة في بيئات سريعة الإيقاع حيث يجب عليهم تحضير الأطباق بجودة عالية مع الالتزام بالمكونات والتقنيات التقليدية.
يقول “لي جونغ سو”، الذي حصل على الشهادة منذ ثلاث سنوات:
“كان من الصعب في البداية التعامل مع ضغط العمل، ولكن بمرور الوقت اكتسبت خبرة كبيرة وأصبحت قادرًا على إدارة المطبخ بكفاءة. الآن، أعمل كرئيس طهاة في أحد أشهر المطاعم التقليدية في سيول.”
فتح مطعمه الخاص
بعد اكتساب خبرة في المطاعم التقليدية، يختار بعض الطهاة بدء مشروعهم الخاص وافتتاح مطعم يقدم الأطباق الكورية الأصيلة أو المبتكرة. يحتاج الأمر إلى مهارات إضافية في الإدارة والتسويق، إلى جانب المعرفة بالطهي.
على سبيل المثال، “كيم سو مين”، شاب يبلغ من العمر 30 عامًا، حصل على الشهادة وقرر فتح مطعمه الخاص في بوسان. يقول:
“كانت الخطوة الأولى صعبة جدًا، ولكن بفضل شغفي بالمطبخ الكوري، تمكنت من بناء قاعدة زبائن قوية. اليوم، مطعمي يُعتبر من أفضل المطاعم في المنطقة.”
العمل كمدرب طهي
بعض حاملي شهادة فني الطبخ الكوري يختارون العمل في مجال التعليم وتدريب الجيل الجديد من الطهاة. هذه الوظيفة تتطلب خبرة واسعة، إضافةً إلى مهارات في التواصل ونقل المعرفة بشكل سلس وفعال.
“جي يونغ تشول”، الذي يعمل مدربًا في أحد المعاهد المتخصصة، يوضح:
“عندما بدأت التدريب، أدركت أن مشاركة خبرتي مع الآخرين تعطي شعورًا رائعًا. رؤية طلابي ينجحون في هذا المجال هو أفضل مكافأة لي.”
العمل في الفنادق الراقية
تعتبر الفنادق الفاخرة من أكثر الأماكن التي تتطلب طهاة محترفين لإعداد وجبات عالية الجودة لزبائنها من مختلف أنحاء العالم. العمل في هذه البيئة يفرض معايير صارمة ويتيح فرصة لتعلم المزيد عن الطهي العالمي.
يعمل “بارك مين هو”، الحاصل على الشهادة، في فندق خمس نجوم في سيول، حيث يقوم بإعداد أطباق كورية متميزة للضيوف الأجانب. يقول:
“التحدي الأكبر كان التأقلم مع بيئة العمل الدولية، لكنني تعلمت كيف أُظهر جمالية الطهي الكوري لزبائن من ثقافات مختلفة.”
المشاركة في المسابقات العالمية
يشارك العديد من الطهاة الحاصلين على الشهادة في مسابقات الطهي العالمية، حيث يمكنهم استعراض مهاراتهم والتميز في هذا المجال. هذه التجربة تفتح الأبواب أمام فرص مهنية رائعة.
“سونغ جي وو”، فاز بجائزة في إحدى المسابقات الدولية، ويقول:
“المسابقة كانت تجربة رائعة، حيث استطعت إثبات قدراتي أمام أفضل الطهاة في العالم. كما فتحت لي هذه الفرصة أبواب العمل في مطاعم عالمية.”
التصدير والاستشارات الغذائية
بفضل تزايد شهرة المطبخ الكوري عالميًا، أصبح تصدير المنتجات الغذائية والاستشارات في هذا المجال من الفرص المهمة لحاملي الشهادة. العديد منهم يعملون مع شركات كبرى لتطوير منتجات تلائم الأسواق الأجنبية.
“كانغ يو جين”، مستشار غذائي في إحدى الشركات العالمية، يقول:
“ساعدتني شهادتي في فهم أسرار الطهي الكوري بشكل أعمق، مما مكنني من تقديم استشارات قيمة للشركات الراغبة في التوسع عالميًا.”
ا
*Capturing unauthorized images is prohibited*